وكالة أخبار المرأة - 5/29/2024 9:37:05 AM - GMT (+3 )
ملامحها الأوروبية أصبحت مألوفة للجميعَ, دعمها و مؤازرتها للحق الفلسطيني بلا حدود رغم تهديدات اللوبي الصهيوني لها بالأذى, تعشق فلسطين كما تعشق هولندا, تشارك الفلسطينيين في سرائهم و ضرائهم, حضورها مميزاَ في العمل المجتمعي بل أنها إختارت إسماَ عربياَ للجمعية التي تترأسها في هولندا, وضعت لها مؤلفات عديدة عن القضية الفلسطينية, تسعى لخدمة الشعب الفلسطيني بكل ما أتيح لها من إمكانات لتبرهن و تؤكد أنها بحق صديقة الشعب الفلسطيني الذي هو أيضاَ يفتخر بوجودها معه وبنضالها الإنساني .تلك هي السيدة أنيا ماولنبلت عضو البرلمان الهولندي, و رئيسة جمعية كفاية الهولندية التي سخرتها لخدمة المعاقين و ذوو الإحتياجات الخاصة في غزة بالتعاون و التنسيق مع المركز الوطني للتأهيل المجتمعي الفلسطيني, حيث تقوم بتأمين الغطاء المالي وتدريب الطواقم البشرية المتخصصة على هذا الصعيد.
و إعتادت ماولنبلت على زيارة فلسطين و خصوصاَ قطاع غزة خلال فترات قصيرة للإطلاع على الأوضاع المأساوية للشعب الفلسطيني عن قرب من أجل إطلاع الرأي العام الهولندي عنها الذي تغيب عنه الحقائق, و فضح ممارسات الإحتلال الإسرائيلي عبر الصحافة الأوروبية والمحافل الدولية الأخرى, و تقول ماولنبلت أنها تقوم بزيارة غزة بشكل منتظم منذ عشر سنوات حيث صدمت بالواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيون على أرضهم نظراَ لعدم معرفتها بتفاصيل الأمور على الأرض مثلها مثل باقي الأوروبيين الذين يتعلمون في مدارسهم أن اليهود مضطهدين و يتعرضون للإرهاب العربي, لكن الحقائق على الأرض تختلف بشكل كلي و جوهري عما هو في مناهج التعليم الأوروبية, فالفلسطينيون هم الذين يتعرضون للبطش والتنكيل, وبالتالي حدث في عقلها و قلبها أشبه ما يكون بالإنقلاب في مفاهيمها و أفكارها, و أصبحت أكثر إلتصاقاَ بالشعب الفلسطيني و بمعاناته, و باتت تشعر أن عليها إلتزام أخلاقي وواجب إنساني تجاهه.
و تضيف ماولنبلت أنها لا تفصل بين عملها الإنساني الذي تؤمن به كناشطة إجتماعية وعملها السياسي كعضو برلمان, حيث تقوم بمحاولات حثيثة و دؤوبه لإقناع بقية أعضاء البرلمان الهولندي بوجهة نظرها المبنية على شواهد ثابتة و أدلة راسخة و حقائق دامغة, فيما تسعى دائماّ للتأثير على الحكومة الهولندية لدعم الشعب الفلسطيني و الوقوف إلى جانبه , بإعتبار أن الأوضاع المأساوية التي يعيشها ناتجة عن العنف الإسرائيلي .
و توضح ماولنبلت أنها تشعر بأمان و راحة تامة في غزة, لكن يعتريها خوف كبير عندما تسمع صوت الطائرات الإسرائيلية تحلق في الأجواء, فهي لا تعلم إن كان صاروخ إسرائيلي سيصيب سيارتها أو يسقط في منزل تكون قريبه منه وخلاف ذلك تعتقد جازماَ أنها محل ترحاب و تقدير شعب فلسطين.
و تضيف ماولنبلت أنها تلقت الكثير من رسائل التهديد و التعرض لها بالأذى في هولندا, بل أن اللوبي الصهيوني شهر و قدح بها عبر صفحات الجرائد ووسائل الإعلام الأخرى و إتهمها بمعاداة السامية, لكنها رغم ذلك هي مازالت تعمل لصالح الشعب الفلسطيني و لم تخيفها التهديدات طالما أنها مؤمنة بالعمل الذي تقوم به, ولا بد هنا الأخذ بعين الإعتبار أن هناك يهود غاضبون من سياسات الحكومة الإسرائيلية وحانقون كون الجرائم التي ترتكب ضد الفلسطينيين بإسمهم, ولديها صديقة يهودية تنادي بنفس مبادئها, و من ضمن طروحاتها أنه لا يحق لأي يهودي أوروبي أو غيره العودة لإسرائيل طالما لم يتمكن الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم.
و تشيد ماولنبلت بالنساء الفلسطينيات اللواتي يكدحن من أجل رفاهية عائلاتهم, وهن أيضاَ يناضلن من أجل إكتساب حقوقهن, و تقول أنها ترى تغيرات إيجابية في المجتمع الفلسطيني مع كل زيارة جديدة لفلسطين كما يحدث على سبيل المثال في هولندا, فهناك أيضاَ تغيرات.
و تضيف أنها تحاول بقدر الإمكان الإستفادة من هذه المشاهد و فضح ممارسات الإحتلال في المحافل الدولية, من خلال نشر المعلومات عبر القنوات الإعلامية.
و توضح ماولنبلت أن الأوروبيين سيكونوا أكثر تحرراَ و عدالة عندما يتخلصوا من عقدة الذنب تجاه اليهود, وما دون ذلك فالمواقف ستبقى حالها, مشيرة إلى أن الأوروبيين لا يعرفون أن غزة هي في حقيقة الأمر سجن كبير حتى في حال إنسحاب الإسرائيليين منه سيبقى كذلك و بإمكان الفلسطينيين تسمية هذا السجن الكبير بالدولة و تكون لها عاصمة أيضاَ.
إقرأ المزيد