جيفري إبستين.. “عميل للموساد” أنشأ شبكة للدعارة بالقاصرات في أميركا
تركيا اليوم -

جيفري إدوارد إبستين، الملياردير ورجل الأعمال الأميركي اليهودي، الذي وُلد في بروكلين بنيويورك عام 1953، لم يكن مجرد شخصية ثرية بل كان نقطة التقاء غامضة للسياسة، المال، والجريمة الجنسية. انتهت حياة إبستين بشكل درامي في زنزانته عام 2019، مخلفًا وراءه شبكة واسعة من الفضائح التي طالت نخبة المجتمع العالمي.


 من التدريس إلى وول ستريت: التكوين الغامض للثروة

بدأ إبستين، الذي تفوق في الرياضيات وتخرج من “كوبر يونيون” عام 1971، حياته المهنية عام 1974 كمدرس للفيزياء والرياضيات في مدرسة دالتون الخاصة بمانهاتن، رغم عدم حصوله على شهادة جامعية. لفت انتباه أحد أولياء الأمور، مما سهل انتقاله المفاجئ إلى عالم المال.

في عام 1976، انضم إبستين إلى شركة الاستثمار بير ستيرنز، وصعد سريعًا ليصبح شريكًا محدودًا بحلول عام 1980. بعد مغادرته الشركة، أسس عمله الخاص في إدارة الثروات، محاطًا وضعه المالي بالسرية.

في عام 1988، أسس شركة “جيه إبستين آند كومباني” لإدارة ثروات الأفراد الذين تتجاوز ممتلكاتهم مليار دولار. كان أبرز عملائه الملياردير ليزلي ويكسنر، قطب تجارة التجزئة، الذي منح إبستين توكيلاً عاماً لإدارة جزء كبير من أصوله، مما أسهم في تضخم ثروته بشكل هائل، ليصبح مالكًا لقصور فاخرة وطائرة خاصة.

 الجزيرة المظلمة وشبكة النفوذ

خلال التسعينيات، نقل إبستين أنشطته إلى جزر العذراء الأميركية، حيث اشترى جزيرتي “ليتل سانت جيمس” و**”غريت سانت جيمس”. بالتوازي مع توسع أعماله، نسج شبكة علاقات ضخمة شملت شخصيات بارزة مثل الرئيسين دونالد ترامب (الذي وصفه بأنه “رجل رائع” سابقاً) وبيل كلينتون**، والمحامي ألان ديرشوفيتز، والأمير أندرو دوق يورك.

اكتسبت طائرته الخاصة شهرة سيئة باسم “لوليتا إكسبريس”، في إشارة إلى استخدامه لها في نقل القاصرات. كما كشفت تقارير عن نظام مراقبة سري في مقرّه بمانهاتن لتسجيل ممارسات زواره بهدف ابتزازهم.

 السقوط الأول والصفقة المثيرة للجدل

بدأت التحقيقات الجنائية ضد إبستين عام 2005 بعد شكاوى من جيرانه في بالم بيتش بفلوريدا حول تكرار توافد فتيات صغيرات السن على منزله.

  • اتهامات أولية: أوقفت السلطات إبستين بتهمة الاستغلال الجنسي لقاصرة لم تتجاوز 14 عامًا.

  • الصفقة المخففة: في عام 2008، توصل إبستين إلى اتفاق مع الادعاء العام، وافق عليه المدعي الفدرالي آنذاك ألكسندر أكوستا، اعترف بموجبه بـ”الحث على الدعارة” وحُكم عليه بالسجن 13 شهرًا بظروف مخففة، سمحت له بالخروج يوميًا لمنزله. أثارت هذه الصفقة لاحقًا جدلاً واسعًا وأدت لاستقالة أكوستا من منصب وزير العمل في إدارة ترامب.

 العودة والاعتقال الثاني: نهاية غامضة

أدت تحقيقات نشرتها صحيفة “ميامي هيرالد” إلى إعادة فتح ملف إبستين، وكشفت عن نحو 80 ناجية محتملة.

  • الاعتقال الأخير: اعتقل إبستين في يوليو 2019 من مطار تيتربورو، ووُجهت إليه تهمتا الاستغلال الجنسي لقاصرين والتآمر للقيام بالاتجار الجنسي، وهي تهم تصل عقوبتها إلى السجن 45 عامًا.

  • الانتحار في الزنزانة: في 10 أغسطس 2019، عُثر على إبستين ميتًا في زنزانته بمانهاتن، بعد أسابيع من محاولة انتحار سابقة. أعلنت الشرطة أنه انتحر شنقًا، رغم الظروف الغامضة لوفاته (نقل زميله، تعطل الكاميرات، وعدم تفقد الحراس له لمدة 3 ساعات) التي غذت نظريات المؤامرة حول قتله للتغطية على المتورطين معه من النخبة.

 ما بعد إبستين: شبكة الجريمة تتكشف
  • غيسلين ماكسويل: انتقل التركيز بعد وفاته إلى صديقته السابقة غيسلين ماكسويل (ابنة روبرت ماكسويل)، التي اعتُقلت في يوليو 2020 بتهمة المساعدة في استدراج القاصرات.

  • وثائق النخبة: في يناير 2024، صدرت آلاف الصفحات من وثائق قضائية كشفت تفاصيل شبكة الاتجار الجنسي، وتضمنت أسماء أكثر من 150 شخصًا (ساسة، رجال أعمال، فنانون، وأكاديميون) مرتبطين بإبستين.

🇮🇱 شبهات الارتباط بالموساد

نظراً لأصوله اليهودية وارتباطه بـ غيسلين ماكسويل (التي قيل إن والدها كان عميلاً إسرائيليًا)، ظهرت مزاعم حول عمل إبستين لصالح الموساد الإسرائيلي بهدف جمع معلومات استخبارية من الشخصيات البارزة وابتزازهم. أشارت وثائق مسربة إلى قيام إبستين بدور سري في تسهيل مفاوضات أمنية بين إسرائيل وكوت ديفوار بمساعدة رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك.



إقرأ المزيد