(CNN) --   هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، مشرعين ديمقراطيين حثّوا أفراد الجيش ومسؤولي الاستخبارات على "عصيان الأوامر غير القانونية"، وقال إن "سلوكهم تحريضي، يُعاقَب عليه بالإعدام"، مما أثار غضبا عارما بين الديمقراطيين في الكونغرس، واعتبروا أنه يسعى للتحريض على العنف.

وندد ترامب على منصته "تروث سوشيال"، بمقطع فيديو نشره 6 من أعضاء الكونغرس الذين خدموا سابقا في الجيش والاستخبارات، يحثّون فيه من يشغلون حاليًا تلك المناصب على "رفض الأوامر غير القانونية"، وقال إن هذا "سلوك تحريضي، يُعاقب عليه بالإعدام".

وأضاف: "يسمى هذا سلوكا تحريضيا على أعلى مستوى، يجب اعتقال كل واحد من هؤلاء الخونة لبلدنا ومحاكمته". كما أعاد نشر العديد من منشورات المستخدمين الآخرين، بما في ذلك منشورٌ جاء فيه: "سيشنقونهم".

وأثارت هذه التعليقات استنكارا سريعا من الديمقراطيين، الذين أدانوا تصريحات ترامب باعتبارها محاولةً للتحريض على العنف، بل وتعرّضت لانتقاداتٍ من أعضاء حزبه.

رد جمهوري

وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، وهو حليف قوي لترامب،  إن تصريحاته "مبالغٌ فيها"، مع أنه اعتبر أيضًا فيديو الديمقراطيين "حقيرا".

وذكر السيناتور الجمهوري راند بول أنه لا يعتقد أن "الحديث عن سجن خصومك السياسيين، أو شنقهم، أو أي شيء آخر، فكرة جيدة حقا".

ونفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، لاحقًا أن ترامب كان يدعو إلى إعدام المشرّعين، مجادلة بأنه لا ينبغي لأعضاء الكونغرس ذوي الخلفيات الأمنية تشجيع أي شخص على تحدي أوامر الإدارة.

وقالت ليفيت: "كان هؤلاء الأعضاء يدركون ما يفعلونه، كانوا يعتمدون على مؤهلاتهم، كأعضاء سابقين في جيشنا، ومحاربين قدامى، وأعضاء سابقين في جهاز الأمن القومي، ليُرسلوا رسالةً إلى مَن يخدمون تحت قيادة هذا القائد العام، دونالد ترامب، مفادها أنه يُمكنكم تحديه وخيانة قسمكم، وهذه رسالةٌ بالغة الخطورة. وربما يُعاقَب عليها القانون".

وفي بيانٍ مشترك، تعهد المشرعون الديمقراطيون الستة في الفيديو - السيناتوران إليسا سلوتكين ومارك كيلي، والنواب جيسون كرو، وماغي غودلاندر، وكريس ديلوزيو، وكريسي هولاهان - بأنهم "لن يخضعوا للترهيب".

وأضاف المشرعون: "الأمر الأكثر دلالةً هو أن الرئيس يعتبر إعادة تفعيل القانون جريمةً تُعاقَب عليها بالإعدام، يجب أن يعلم أفراد جيشنا أننا ندعمهم وهم يؤدون قسمهم الدستوري والتزامهم باتباع الأوامر القانونية فقط. هذا ليس الصواب فحسب، بل واجبنا أيضًا لكن الأمر لا يتعلق بأيٍّ منا، الأمر لا يتعلق بالسياسة، بل يتعلق بهويتنا كأمريكيين، يجب على كل أمريكي أن يتحد ويدين دعوات الرئيس إلى القتل والعنف السياسي. هذا وقت الوضوح الأخلاقي".

تنديد 

وصف زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، تصريحات ترامب بأنها "تهديد صريح"، وأنه "يدعو إلى إعدام مسؤولين منتخبين"، وأضاف داخل المجلس: "هذا تهديد صريح، وهو في غاية الخطورة".

وصرح زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، وفريقه القيادي بأنهم كانوا على تواصل مع سلطات إنفاذ القانون لضمان حماية المشرعين، وقالوا: "لقد تواصلنا مع شرطة الكابيتول لضمان سلامة هؤلاء الأعضاء وعائلاتهم، ويجب على دونالد ترامب حذف هذه المنشورات المتهورة على مواقع التواصل الاجتماعي فورًا والتراجع عن خطابه العنيف قبل أن يتسبب في مقتل أحد".