أول رجب موعد الشهداء
هذا اليوم -

هنالك مقولة لأحد المراجع تقول: " الأمة التي تنسى شهداؤها ولا توبّنَهُمْ أمة ميتة"، ولنا بالشهيد أبو مهدي أسوة، وكم هي حجم الأصوات التي إعترضت على إنتشار صورهِ في كل المدن العراقية، من قبل زمرة تعمل وفق أجندات خارجية مدفوعة الثمن، كونه يمثل وصمة عار لأمريكا، التي إغتالته مع ضيف العراق بمنطقة محرمة دوليا، إرضاءاً لإسرائيل كونه كان يمثل خطراً على وجودها كدولة محتلة لأرض عربية، ومن المعيب أن يكون بعض الذين يُحسبون على العرب، يجلسون على كراسي الحكم وهم أداة بيد الصهيونية العالمية .

الأول من رجب ذكرى إستشهاد المجاهد "محمد باقر الحكيم" (قدس) ويعتبر هذا اليوم يوم الشهيد العراقي، الذي إغتالته المخابرات الأمريكية على يد بقايا البعث المجرم، لأنه يمثل خطراً كبيراً على وجودهم، وخطاباته تمثل الخطر الحقيقي لهم في الأرض العراقية، وبإمكان العراق بأبطاله أن يقود العملية السياسية بإقتدار، لكن المحتل لا يمكنه البقاء في حال الإستقرار، فلجأ الى أسلوب تصفية الرموز! التي باستطاعتها إدارة البلد، وبذا تضمن بقائها من باب الفوضى الخلاقة .

تاريخ أكاديمي بسيط، نسلط الضوء على تاريخ السيد "الحكيم"، بعد نيله مرتبة عُليا في العلوم الدينية، الذي مارس تدريس الفقه والأصول، وعُرف بعمق الإستدلال ودقة البحث. ولا ننسى كيف أن أنصاره في العراق إستقبلوه في البصرة من منفذ الشلامجة، حين رجوعه للعراق أبان سقوط الصنم ،وفي عام 1964 أُختير أُستاذاً في علوم القرآن والشريعة والفقه المقارن في كلية أصول الدين، وتخرج على يديه الكثير من المختصين في علوم الدين والفقه.

له مؤلفاتٌ دينية كثيرة منها "الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق" و"دور الفرد في النظرية الاقتصادية الإسلامية" و"المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن" و"حقوق الإنسان من وجهة نظر إسلامية".

أما السيرة السياسية فقد تعرض الحكيم شأنه شأن أفراد آخرين من عائلته، إلى الملاحقة والسجن في السبعينات بسبب نشاطه السياسي المعارض، وقد فقدت عائلة الحكيم ما يقارب سبعين شهيداً وفي أعقاب الثورة الإيرانية تأزمت العلاقة بين السلطات في العراق والمرجعية الشيعية، التي سُلطت عليها ضغوط كبيرة، تمثلت باعتقال وإغتيال وقتل عدد من أبناء الأسر الكبيرة كأسرة الحكيم، مما إضطرهُ إلى مغادرة العراق إلى إيران.

وبعد مغادرته العراق عام 1980 إنصَبَّ جُهْدَهُ على تنظيم المواجهة ضد نظام الرئيس السابق، صدام  وفي هذه الأجواء تأسس "مكتب الثورة الإسلامية في العراق" في المنفى ثم تحول هذا التنظيم إلى المجلس الإسلامي الأعلى للثورة الإسلامية، الذي اضطلع بدور سياسي بارز في معارضة نظام صدام حسين، وأصبح له جناح عسكري عُرف بفيلق بدر.

للحكيم قاعدة تأييد واسعة ففي عام ،1986 أصبح الحكيم رئيسا للمجلس وبعد ذلك تجدد إنتخابهِ لرئاستهِ، وحظي الحكيم لدى عودته باستقبال حاشد في البصرة التي كانت مدخله إلى العراق، ومن ثم في المدن والبلدات التي مرّ بها في طريقه إلى النجف الاشرف.

منهياً حياته الجهادية بشهادةٍ لطالما دعا ربه فكانت آخر صلاة جمعة لَهُ في مرقد الإمام علي (عليه السلام)، أكثر الأماكن قدسية في لدى المسلمين الشيعة، وكان الحكيم من الداعين إلى الإسراع بقيام حكم عراقي مستقل، فقد قال في خطاب بعد عودته، إن العراقيين يرغبون في حكومة مستقلة، وأنهم لن يقبلوا بأي حكومة تفرض عليهم من الخارج، ودعا إلى "تشكيل حكومة ديمقراطية تمثل الشعب العراقي برمته .



إقرأ المزيد