الزمان - 12/10/2025 11:59:20 PM - GMT (+3 )
فاتح عبد السلام
أغلبية المباني في العراق قديمة ومطوية على تهالك موقوت، والجديد منها جرى بناؤه في فترة الفوضى والعشوائيات والفرهود المسيّس المستحدث بعد الاحتلال الامريكي في الاستيلاء على الأراضي العامة او المتروكة وانشاء مبان فوقها للسكن او العمل، ومعظمها لا يتوافر على الشروط الحقيقية الواجبة لسلامة الأبنية.
وكانت المباني في تركيا أفضل حالاً من مثيلاتها في الجوار لكنها لم تصمد في الزلزال الذي امتد الى سوريا أيضاً في شباط 2023 وأودى بحياة واحد وخمسين ألف نسمة وإبادة أحياء كاملة.
اليوم نرى انهيار عمارتين قديمتين ومقتل اثنين عشرين من السكان في مدينة “فاس” المغربية. وفي مصر تتكرر انهيارات العمارات قبل التشديد الأخير في شروط السلامة ومحاربة الغش في مواد المقاولات.
غير انّ المباني في العراق لا تزال على حالها لاسيما في الاحياء القديمة أو في مناطق الفقراء، لا توجد مراجعة حقيقية لمرحلة «التلزيك” والبناء الفوضوي، وهذا يشبه القنبلة الموقوتة التي قد تودي بحياة الناس في خلال أي حدث طبيعي طارىء، وربّما يكون بسبب فيضانات وليس بالضرورة زلزالاً.
قبل يومين انقطعت اكثر من مدينة كبيرة عن العاصمة بغداد بسبب سيول الامطار، هذا لا يحدث في دول تشهد امطاراً غزيرة على مدار السنة، فلماذا نبقى على هذا الحال من البنية التحتية المتهالكة؟
لا يكفي ان تكون هناك عندنا ابنية وجسور في مناطق معينة ببغداد أو بعض المدن في حين انّ أغلبية المناطق غير متوافرة على حماية الحياة المدنية كما ينبغي في أوقات الازمات والكوارث الطبيعية.
يروي لي أحد الأصدقاء انّ بلدته الصغيرة على النهر لا تملك زورقاً واحداً للانتقال الى الضفة الأخرى اذا حدثت انهيارات تربة في فيضانات تضرب الجرف.
مَن المسؤول عن تخطيط المدن، ومَن المسؤول عن الخطط الأخرى الاوسع لبناء الاحياء الجديدة وتوسيع خدماتها. وهل يجب أن نكتفي برسم الخطة في التعامل مع الجديد من الأبنية في حين ان العمارات والمنازل القديمة هي الأكثر تعرضا للتهديد في أيام الكوارث.
لا يمكن أن نبقى ننتظر وقوع الكوارث الطبيعية ثمّ نهرع الى إجراءات الطوارئ ونطلب الإغاثة؟
من حق العراقيين أن يعرفوا مَن الذي يسهر ويخطط لحفظ حياتهم وهم نائمون في بيوتهم، فالأمن ليس له شكل واحد كما يفهمونه.
البلد يحتاج الى وزارة الكوارث الطبيعية، وإذا لم نتمكن من انجاز ذلك، فعليهم أن يكونوا مهيئين لجعل كلّ الوزارات في حالة التأهب لأيام الكوارث. وهذا أمر مستبعد في المنظور من أوضاع البلد.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية
إقرأ المزيد


