بغداد – الزمان

صدر كتاب جديد تحت عنوان “تحت سماء الناصرية” للكاتبة والطبيبة العراقية نور الغزي، ليحمل القراء في رحلة عميقة عبر أحزان الجنوب العراقي وتجارب الحياة اليومية في الناصرية، من خلال 101 صفحة من القطع المتوسط، صادرة عن دار سبك.

وأعادت الكاتبة للذاكرة لحظات طفولتها وشغفها بالقراءة، حيث بدأت رحلتها مع الكتابة منذ عمر العاشرة من خلال قراءة الجرائد والقصص التي كان يحضرها والدها من بغداد، لتتحول الكتابة لاحقًا إلى ملجأ يحميها من ضغوط الحياة اليومية، وخاصة بعد توقف دام أربع سنوات بسبب دراستها في كلية طب الأسنان واضطرابها الصحي، قبل أن تعود إليها بشغف أكبر.

وأبرزت الغزي في مجموعتها أن الجنوب العراقي لا يفترق عنه الحزن، مشيرة إلى تجربة الجيل الذي عاش الحصار والغزو والطائفية والإرهاب، ليكبر في محيط مليء بالجهل والفقر والغبن، وأن الكتابة كانت وسيلتهم للتعبير عن الأحزان المكبوتة والمقاومة المستمرة للظروف القاسية.

وأوضحت أن القصة القصيرة تواجه تحديات في العراق والعالم، بسبب تفضيل القراء للرواية وانشغال دور النشر بها، لكنها أكدت أن القصة، عندما تُكتب بمشاعر صادقة وصدق الواقع، تبقى قادرة على إحداث الأثر نفسه الذي عرفته منذ بدايتها.

وأكدت الغزي أن مزج التجربة الواقعية بالخيال شكل حجر الأساس في مجموعتها، وأن الشخصيات تعكس فقدًا وحزنًا يعكس أحزان الجنوب والناصرية، مؤكدة أن الجيل الشبابي الواعد يحتاج إلى الصقل والمثابرة لتحقيق أثر حقيقي في المشهد الأدبي العراقي.

وأبرزت الكاتبة التوازن بين عالم الطب والأدب، حيث يلزم كلاهما دقة وفنًا، مشيرة إلى أن الحرية تكمن في ممارسة الكتابة دون المساس بالآخرين، وأن من يكتب بدافع حب الأدب لن يتخلى عن كتابته مهما كانت التحديات.