الزمان - 9/18/2025 1:10:13 AM - GMT (+3 )

فاتح عبد السلام
المبدأ الذي يقوم عليه الحكم الجديد في سوريا هو رفض الخوض في حروب داخلية او خارجية، فحجم الكارثة التي حلت بهذا البلد أكبر من ان يستوعبها أي انسان وتجعل الإدارة الجديدة امام مسؤولية تاريخية في إيقاف النزيف بشجاعة كبيرة. والمبدأ السلمي الجديد هو ترجمة لرفض الانتقام بالرغم من كثيرا من مؤيدي النظام السابق لا يزالون في الحياة العامة. وهذا التصرف صحيح من دمشـق التي أدركت ان فتح جبهة انتقام وتصفية بالرغم من كل المظلومية العظيمة التي لحقت بالأكثرية انما هو سلوك ينتمي الى الحقبة الماضية. لكن المشكلات الماثلة على الأرض لا تزال كبيرة، وهناك تجييش إقليمي ودولي ازاءها، وانّ أي خارطة طريق غير منضبطة ستقود الى كارثة.
مشكلة “قسد” مرتبطة بملفات إقليمية ودولية، ولا نرى حلا لها إلا اذا تم الاقتناع انها مشكلة قابلة للحل المحلي بحسب معطيات الواقع الجديد وهذا يوفر ضمانات جدية في الاستقرار من دون عوامل خارجية، مع احترام جميع المكونات.
وكان قد وقَّع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي في 10 مارس (آذار) الماضي اتفاقاً يقضي بدمج جميع المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية.
لكن عملياً لا تزال الخطوات الملموسة غير متحققة، وهناك اجتماعات سورية تركية عليا تدور في هذا الإطار.
ثمة حاجة الى توسيع دائرة الحوار، لتشترك فيها النخب السورية قبل السياسيين من اجل بث روح الاطمئنان والتراضي، ففي النهاية كل القوى الأجنبية ستغادر سوريا.
السير في طريق الحلول السلمية الى اقصى نقطة، سيذلل جميع المحطات الصعبة، حتى لو كان الطريق طويلا ، غير ان الأقليات الصغيرة الأكثر اندماجا في البناء السوري الجديد ستكون هي الرابحة كلما كانت صاحبة المبادرة الى ذلك.
في الجنوب السوري هناك إسرائيل التي وضعت اتفاق العام 1974 جانبا، وتتفاوض على صيغة جديدة، بالرغم من انّ ذلك الاتفاق مكفول بقرار من مجلس الأمن الدولي.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية
إقرأ المزيد