الزمان - 12/1/2023 11:44:33 PM - GMT (+3 )

فاتح عبد السلام
زعماء بارزون في العالم يتناقشون في مؤتمر المناخ بدبي، بضراوة حول مستقبل الوقود الأحفوري واستحقاقات التحوّل الى الوقود بالطاقة الكهربائية وسواها او التخلي عن أي نوع من الوقود لصالح المبتكرات التي تعالج ذاتيا مشكلة الطاقة، لاسيما في المركبات التي تغص بها شوارع جميع الدول من دون استثناء، وكذلك بخصوص العجلة التصنيعية الثقيلة التي تهدد طبقة الأوزون وتزيد من الاحترار المناخي.
تضع الدول المتقدمة والصناعية سقوفا زمنية للتخلي عن الوقود الاحفوري في معظم مجالات الحياة وخاصة السيارات والمركبات العامة، وبعض الدول قررت عدم تصنيع سيارة لا تعمل بالكهرباء منذ العام 2030 او 2035 او عدم استيراد هذه السيارات أيضا في المدة ذاتها، في حين يبدو العراق خارج المعادلة الدولية الصعبة حول المناخ بالرغم من انه من أكثر البلدان التي تعاني الجفاف ونضوب المسطحات المائية التقليدية التي اشتهر بها قرونا.
في الوقت ذاته رأينا مشاركة واضحة المعالم والحضور لرئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني في المؤتمر، ولقاءاته مع رؤساء وملوك وممثلي دول ومساهمته في الفعاليات الرئيسة التي رعاها الرئيس الاماراتي بحضور القيادات العالمية، وهذه مناسبة لها اثرها السياسي والدبلوماسي المشع الذي يزيد من الاندماج في المحيط الدولي والتعرف على أنماط التفكير المستجدة للزعماء عن قرب. وكان لابدّ لبغداد من حضور فاعل ومتفاعل.
ألا يجدر بنا أن نتوقف متأملين فعاليات داعمة لمبادرات في مجالات البيئة والمناخ انطوى عليها المؤتمر الكبير في دبي، ومنها «جائزة زايد للاستدامة»، لماذا لم يكن للعراق استعداد مبكر من خلال شركاته الصغيرة والمتوسطة ومعاهده الصناعية، تلك التي تختص بها الجائزة، لكي يكون للبلد نصيب في خطف لون من ألوان التميز، وبلدنا موطن عريق الابداع والابتكار عبر التاريخ. ليس المقصود هنا الجائزة بحد ذاتها، لكن هي فرصة لتقاسم المعرفة والكشف عن قدرات العقل العراقي او ما تبقى منه بعد تكميمه وحصره في الزاوية الضيقة، ومثابة لوثوب روح ادامة الحياة بما يحفظها من عوامل التعرية التي كان الانسان ذاته سبباً في تشكيلها.
الجانب الاخر المضيء لهذه التظاهرة العالمية الكبيرة هو، «المناخ السياسي» و»البيئة الدبلوماسية» التي وفرها لتجاذب أطراف ملفات لا يمكن أن تغيب عن الزعامات في أحاديثهم الجانبية.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية
إقرأ المزيد