الزمان - 12/1/2023 11:44:33 PM - GMT (+3 )

الجيش الإسرائيلي يصدر خريطة لإخلاء مناطق وحقوقيون يحذرون من مقابر جماعية في مجمع الشفاء
القاهرة -مصطفى عمارة – غزة- الدوحة- -أ ف ب واشنطن -بيروت-الزمان
عاد منذ صباح الجمعة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة موقعا مزيدا من القتلى والجرحى فيما ردت المقاومة الفلسطينية بالصواريخ على المستوطنات بشكل محدود واندلعت مواجهات برية، بعد انتهاء مفاعيل هدنة استمرت أسبوعا بين حركة حماس وإسرائيل التي توعدت مجددا بالقضاء على الحركة الفلسطينية
وتتواصل الجهود الامريكية والقطرية والمصرية لعقد هدنة جديدة لا تزال ممكنة بالرغم من القتال.
وكشف مصدر دبلوماسي مصري رفيع المستوى في تصريحات خاصة للزمان أن اتصالات مصرية قطرية مع كل من حماس وإسرائيل لتمديد الهدنة التي أنهتها إسرائيل صباح الجمعة، كما طلبت مصر من الإدارة الأمريكية الضغط على إسرائيل لاستمرار الهدنة لأيام إضافية بما يتيح إعطاء الفرصة لمزيد من تبادل الرهائن ومع استئناف إسرائيل لغاراتها على قطاع غزة أعادت إسرائيل إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطيني بعد أن اغارت الطائرات الإسرائيلية على منطقة رفح كما رفضت إدخال الوقود والمساعدات الإنسانية ونقل الجرحى ، وفي تعليقه على تصريحات نتنياهو بإغلاق معبر رفح أكد مصدر سيادي مصري للزمان رفضه لتلك التصريحات وأن التصعيد سوف يقابل بتصعيد، وأن مصر لن تسمح بمرور الأجانب من معبر رفح ردا على التصعيد الإسرائيلي. فيما اتهم أسامة حمدان القيادي بحركة حماس في إتصال اجريناه معه إسرائيل بأنها مسؤولة عن انهيار الهدنة وأنها استغلت الهدنة لإعادة ترتيب أوراقها قبل استئناف الحرب وأوضح أسامة حمدان أن حماس على استعداد للتجاوب مع الوساطات المصرية القطرية لإعادة الهدنة .
وكشف مصدر قضائي مصري النقاب أن عدة منظمات حقوقية أجرت اتصالات مع ثلاثة منظمات حقوقية فلسطينية للتنسيق فيما بينها لتقديم مذكرات إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة القادة الإسرائيليين على جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني في غزة وأنه يجري حاليا إعداد كل المستندات والفيديوهات التي توثق الجرائم الإسرائيلية فضلا عن التواصل مع منظمة الصحة العالمية للكشف عن المقابر الجماعية التي أقامتها إسرائيل عند مدخل مستشفى الشفاء التي ضمت رفات مئات الأشخاص ، وفي ظل جهود المنظمات الحقوقية لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين كذب المستشار د. محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة الإدعاءات التي ترددت عن وجود معوقات قانونية تحول دون محاكمة قادة إسرائيل حيث أكد في دراسة قانونية عن خطوات المحاكمة والتي ذكر فيها أن عدم تصدي الجنائية الدولية لمحاكمة إسرائيل لها عدة أسباب منها أن الشعب الذي ارتكبت ضده تلك المذابح ليس له صفة دولة في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وعلى رأسها المحكمة الجنائية الدولية مؤكدا أنه أمام هذا الموقف توجهت فلسطين للأمم المتحدة ونجحت في الحصول على صفة دولة غير مراقب بالأمم المتحدة وحثت في ذات الوقت مجلس الأمن على الاعتراف بها كدولة كاملة العضوية لتوافر العناصر الثلاثة المكونة للدولة وأتاح ذلك لفلسطين الانضمام إلى منظمات كالمحكمة الجنائية الدولية ومارست حقها بالفعل في التصويت لأول مرة بموجب صلاحيتها الجديدة ومن هنا أصبح على المجتمع المدني تسجيل الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل سواء باستخدام أسلحة محرمة دوليا وكذلك عملية التهجير القسري ضد أهالي غزة .
فيما قال مراسلنا في غزة ان القتال البري اندلع في ثمانية محاور في شمال القطاع بشكل حرب عصابات، مؤكدا وقوع إصابات غير معلومة بين القوات الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة في بيان إن حصيلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة ارتفعت «منذ انتهاء الهدنة صباح هذا اليوم الى 109 شهداء ومئات الجرحى حتى اللحظة». فيما ارتفع العدد بحسب تقارير ليلا.
ونشر الجيش الإسرائيلي الجمعة خريطة لما أسماها «مناطق الإخلاء» في قطاع غزة التي يفترض بسكان قطاع غزة إخلاءها، وذلك بعد مطالبة دولية بإنشاء مناطق آمنة، وطلب أميركي بتجنب قتل المدنيين.
وانتهت الجمعة الهدنة التي أوقفت القتال بين إسرائيل وحماس لمدة سبعة أيام. واستؤنفت الأعمال القتالية على الفور، فقصفت القوات الإسرائيلية مناطق عدة في القطاع المحاصر، ما أوقع أكثر من مئة قتيل، وفق حكومة حماس، بينما أطلقت الفصائل الفلسطينية صواريخ باتجاه إسرائيل. وتقسّم الخريطة المكتوبة باللغة العربية قطاع غزة إلى مئات القطاعات المرقّمة، وهي متاحة على الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش إن الهدف من الخريطة هو تمكين السكان من «إخلاء أماكن محددة حفاظا على سلامتهم إذا لزم الأمر». وقال صحافيون في وكالة الصحافة الفرنسية إن الجرحى يتدفقون على المستشفيات المكتظة، بينما يقوم السكان بالتبرع بدمائهم. وأعلن الجيش الإسرائيلي قصف «أكثر من 200 هدف إرهابي» في القطاع. فيما رد الفلسطينيون بقصف اشدود بالصواريخ. وانتهت عند الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش الهدنة التي بدأ سريانها بين حركة حماس وإسرائيل في 24 تشرين الثاني/نوفمبر.
ومع بدء الضربات، باشر آلاف سكان قطاع غزة العودة إلى المستشفيات والمدارس التي أصبحت ملجأ للنازحين، على ما شاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية في القطاع المحاصر.
واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتاياهو حماس صباح الجمعة «بانتهاك الاتفاق» وب»إطلاق صواريخ» باتجاه الدولة العبرية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه «استأنف القتال ضد حركة حماس الإرهابية في قطاع غزة»، فيما دوّت صافرات الإنذار في بلدات إسرائيلية قريبة من القطاع. وقال الجيش إنه اعترض بنجاح صاروخا أطلِق من قطاع غزة قبل ساعة تقريبا من انتهاء الهدنة. ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن عملية الإطلاق تلك. ونشر الجيش الإسرائيلي الجمعة خريطة لما أسماها «مناطق الإخلاء» في قطاع غزة التي يفترض بسكان قطاع غزة إخلاءها، وذلك بعد مطالبة دولية بإنشاء مناطق آمنة، وطلب أميركي بتجنب قتل المدنيين.
وتقسّم الخريطة المكتوبة باللغة العربية قطاع غزة إلى مئات القطاعات المرقّمة، وهي متاحة على الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش إن الهدف من الخريطة هو تمكين السكان من «إخلاء أماكن محددة حفاظا على سلامتهم إذا لزم الأمر».
وتمّ إرسال تحذيرات عبر رسائل نصية قصيرة إلى سكان في مناطق متعددة من قطاع غزة الجمعة تحذّر أن الجيش سيبدأ الجمعة «هجومًا عسكريًا ساحقًا على منطقة سكنك بهدف القضاء على منظمة حماس الإرهابية». وحثت الرسالة الناس على التحرك الفوري. ونددت السلطة الفلسطينية على لسان المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة ما وصفته ب»استمرار جريمة التطهير العرقي والإبادة الجماعية، ومحاولات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية».
رغم استئناف القتال، أكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان الجمعة «أن المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مستمرة بهدف العودة إلى حالة الهدنة»، داعية «الأسرة الدولية إلى «سرعة التحرك لوقف القتال».
كما أكد البيت الأبيض الجمعة أن الولايات المتحدة تواصل العمل لتمديد الهدنة الإنسانية.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي «نواصل العمل مع إسرائيل ومصر وقطر على الجهود لتمديد الهدنة الإنسانية في غزة». وأضاف «لم تقدّم حماس حتى الآن قائمة بأسماء الرهائن من شأنها أن تسمح بتمديد الهدنة».
وكانت حماس أبدت استعدادها الخميس لتمديد الهدنة في قطاع غزة بعد دعوة في هذا الاتجاه وجهها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «أسفه العميق» لاستئناف القتال، معربا عن آمله «بالتمكن من تجديد الهدنة. استئناف العمليات العسكرية يظهر أهمية التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني فعلي».
وخلال زيارته إسرائيل والضفة الغربية المحتلة حيث التقى على التوالي رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، شدد بلينكن على وجوب أن تضع إسرائيل «موضع التنفيذ خططا لحماية المدنيين بهدف التقليل من الضحايا الفلسطينيين الأبرياء» في حال استئناف المعارك. وتم الالتزام بالهدنة لمدة سبعة أيام بعد سبعة أسابيع من قصف إسرائيلي مدمر على قطاع غزة جاء ردا على هجوم دام غير مسبوق شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر على الأراضي الإسرائيلية.
وأسفر الهجوم عن سقوط نحو 1200 قتيل في إسرائيل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية. وتوعّدت إسرائيل بـ»القضاء» على حماس، وأوقع القصف المكثف على غزة والذي ترافق اعتبارا من 27 تشرين الأول/أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، قرابة 15 ألف قتيل، معظمهم مدنيون وبينهم أكثر من ستة آلاف طفل، وفق حكومة حماس.
ويقدّر الجيش الإسرائيلي عدد الأشخاص الذين احتجزوا واقتيدوا رهائن إلى قطاع غزة في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر بنحو 240.
وأتاحت الهدنة إطلاق سراح 80 رهينة إسرائيلية و240 أسيرا فلسطينيا. كذلك أطلِق سراح أجانب معظمهم تايلانديون يعملون في إسرائيل، من خارج إطار اتفاق الهدنة. كما أتاحت دخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر والمدمر. وسمح اتفاق الهدنة كذلك بزيادة كمية المساعدات التي تدخل قطاع غزة الذي يعاني سكانه البالغ عددهم نحو 2،4 مليون نسمة من نقص كبير في المواد الغذائية والأساسية.
لكن الحاجات تبقى كبيرة جدا في القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي بحري وجوي بري منذ العام 2007 عندما تسلمت حركة حماس السلطة فيه. وشدّدت الدولة العبرية هذا الحصار منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر.
وتفيد الأمم المتحدة أن 1,7 مليون من سكان القطاع نزحوا جراء الحرب فيما تضررت نصف الوحدات السكنية او دمرت.
وفر مئات الآلاف من شمال القطاع الذي تعرّض لدمار هائل جنوبا.
لكن في خان يونس في جنوب قطاع غزة التي تعرضت لقصف عنيف الجمعة، قال أنس أبو دقة «تعرضت منازلنا للقصف ونحن في داخلها».
وأوضح بعدما سارع إلى مستشفى ناصر «عندنا تقريبًا سبع إصابات، ومنازلنا دمرت بكاملها»، مضيفا «عادت الحرب بكل شراسة».
في إسرائيل، أعلنت السلطات حظر فتح المدارس إن لم يتوفر فيها ملجأ موافق للمعايير.
ورأى إسرائيليون في تل أبيب تحدثت معهم فرانس برس أن عودة القتال أمر لا مفر منه.
وقال عوفير دارداري (39 عاما) «طالما أن حماس موجودة، يجب أن نواصل القتال».
إقرأ المزيد